الرحلة الآسيوية للمنتخب التونسي 

في إطار الاستعدادات لمباريات تصفيات العالم و كأس إفريقيا في جانفي المقبل، خاض نسور قرطاج مباراتان وديتان ضد كل من كوريا الجنوبية و اليابان، ايام 13 و 17 أكتوبر 2023 . انقاد المنتخب الوطني في المباراة الأولى إلى هزيمة ثقيلة جدا، برباعية نظيفة، رغم عدم مشاركة نجمهم الأول و لاعب توتنهام الإنجليزي سون ، و سجل أهداف المباراة كل من من لي كانج ثنائية في الدقيقة 55 و57، فضلًا عن تسجيل ياسين مرياح هدفًا خاطئًا ضدّ مرماه في الدقيقة 66، ليختتم وهو انج أو جو التسجيل في الدقيقة 91 من عمر المباراة.

في مباراة ثانية ودّية جمعت المنتخب التونسي بنظيره الياباني في مدينة كوبي يوم الثلاثاء 17 أكتوبر 2023، تكبّد المنتخب التونسي هزيمة بنتيجة هدفين دون رد. افتتح اليابان التسجيل في الدقيقة 43 عبر هدف من توقيع لاعبها كويوغو فوروهاتشي، قبل أن يعزز اللاعب جونيا ايتو التقدم بهدف آخر في الدقيقة 69 من عمر المباراة.

كان اداء المنتخب الوطني هزيلا جدا على مدى 120 دقيقة، حيث إتسمت المباراتان بالعشوائية التكتيكية، وأداء هجومي ضعيف جدا حيث تم خلق فرصة وحيدة سانحة للتسجيل عن طريق توزيعة حمزة رفيعة و راسية هيثم الجويني في الدقائق الأخيرة من المباراة الثانية، كما أن المردود الدفاعي كان كارثيا باستقبال ستة اهداف.

تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم 2026

استهل منتخب نسور قرطاج مشواره في تصفيات أفريقيا المؤهلة لكأس العالم لكرة القدم 2026 بانتصار اول، حيث فازت تونس 4 مقابل صفر على ساو تومي وبرينسيبي بالمجموعة الثامنة في اولى المبارايات بملعب حمادي العڨربي برادس يوم الجمعة 17 نوفمبر.

انتظر ياسين مرياح حتى الدقيقة 37 ليقود تونس إلى التقدم في المباراة، حيث تلقى تمريرة عرضية رائعة من ركلة ركنية نُفذها السليتي، وقام بتسديدها بقوة من داخل منطقة الجزاء على يمين حارس الفريق الضيف.

و عزز القائد يوسف المساكني النتيجة إلى 2 مقابل صفر في الدقيقة 52، حيث سدد تسديدة قوية من مدى قريب بعد تمريرة دقيقة من نعيم السليتي.أما الهدف الثالث، فسجله حمزة رفيعة في الدقيقة 78 بتسديدة أرضية متقنة بعد تمريرة من علي العابدي.

قبل ان يعود العابدي بتمريرة حاسمة اخري لفراس بالعربي، حيث أتم رباعية الأهداف في الدقيقة 89.

وأقحم جلال قادري في هذه المباراة التشكيلة التالية :

البشير بن سعيد، وجدي كشريدة،ياسين مرياح،منتصر الطالبي،علي العابدي ،إلياس السخيري،عيسى العيدوني،حمزة رفيعة،نعيم السليتي،يوسف المساكني،هيثم الجويني.

وتمكن منتخبنا الوطني بعد هذا الفوز بالسفر بمعنويات عالية لمواجهة المالاوي يوم 21 نوفمبر.

اختار الجهاز الفني في هذه المباراة التعويل على نفس الأسماء التي لعبت ضد ساوتومي، بإستثناء الإعتماد على فرجاني ساسي مكان حمزة رفيعة الذي تغيب عن المباراة لأسباب عائلية في حين جاء تغيير هيثم الجويني بطه ياسين الخنيسي لأسباب تكتيتة.

نجح منتخب المالاوي في الأخذ بزمام الأمور في إنطلاقة المباراة بتصويبة من خارج مناطق الجزاء كادت تغالط الحارس بشير بن سعيد . ليأتي الرد من زملاء المساكني ، بأقدام  السليتي بتسديدة تصدى لها حارس المالاوي , و تابعها الخنيسي لتتم عرقلته في منطقة الجزاء ويحرم الحكم نسور قرطاج من ضربة جزاء لاغبارعليها .

اعتمد لاعبي المالاوي في الشوط الأول على الهجمات المعاكسة في ظل فشل أبناء جلال القادري في فرض أسلوب ولون تكتيكي معين و كانوا خارج الموضوع. حاول المنتخب الوطني الاستفاقة مع بداية الشوط الثاني عن طريق نجم الفريق الأول المساكني الذي مرر الكرة للخنيسي الذي لم يوفق في هز الشباك على بعد أمتار قليلة من حارس المرمى المنافس.

و تم إقحام سيف الله لطيف و فراس بلعربي مكان العيدوني و السليتي ، لكن ظل المستوى متذبذب و على حاله. رغم هذا المردود، تمكن نفس اللاعب بعد توغل داخل مناطق ال 18 متر من التحصل على ضربة جزاء حولها بنجاح يوسف المساكني لهدف ويخطف نسور قرطاج بذلك الثلاث نقاط.

هذا الانتصار مكن المنتخب التونسي من تصدر المجموعة بستة نقاط بفارق الأهداف على حساب غينيا الاستوائية. يذكر ان المنتخب التونسي يتواجد ضمن المجموعة الثامنة بمعية منتخبات ساوتومي ومالاوي وغينيا الاستوائية وليبيريا وناميبيا.

 حصيلة جلال القادري مع المنتخب الوطني التونسي

قاد أصيل مدينة توزر، تونس أمام نيجيريا في ثُمن نهائي كأس الأمم الأفريقية 2021 بعد إصابة منذر الكبير بفيروس كورونا، وكانت أول مباراة رسمية قادها كمدير فني أمام منتخب مالي في الدور الحاسم من تصفيات كأس العالم.

جلال القادري قاد منتخب تونس في 20 مباراة ضمن مختلف المسابقات حقق خلالها 11 فوز مقابل تكبده ل4 هزائم بجانب تعادله في 5 مناسبات. 

وتضمنت هذه اللقاءات، مباريات كأس العالم، التي فشل فيها المنتخب الوطني في تحقيق التأهل للدور الثاني، رغم الفوز ضد المنتخب الفرنسي، لكن الهزيمة ضد استراليا يتحملها كاملة الناخب الوطني بسبب الاختيارات الفنية والتكتيكية. كل الانتصارات لم تأت مصاحبة بمردود متميز خاصة ان جل القائمات المدعوة كانت فيها نوعا من المحاباة مع بعض الاعبين على غرار فرجاني ساسي وطه ياسين الخنيسي في المباراتين الأخيرتين.

المنتخب الوطني وحسب العديد من النقاد والمحللين يملك نوعية جديدة من اللاعبين الذي بإمكانهم اللعب بفنيات كبيرة وصنع الفارق     على غرار سيف الدين اللطيف، حمزة رفيعة العائد من بعيد وإلياس العاشوري الذي أصيب في التحضيرات مباراة ساوتومي وغادر تربص المنتخب.

هذا الأخير ورغم حضوره في التربص الآسيوي، إلا أن تكتيك المدرب لم يخول له أن يظهر إمكانيته وظهر بوجه شاحب في المباراتين. ليس صاحب الاربع وعشرين عاما فقط من عانى من الاختيارات الفنية، بل عيسى العيدوني الذي قام بمباريات متميزة مع يونيون برلين، الياس السخيري المتألق في مركزه مع فرانكفورت هذا الموسم، يتراجع مردوده دائما مع المنتخب، كذلك بسبب توظيفه الخاطئ.

القادري ظلم سعد بڨير، المتألق مع أبها السعودي، بعد استبعاده من كاس العالم في قطر في أخر اللحظات مما أدى لخروج اللاعب عن صمته. كما لم توجه الدعوة مرة أخرى لإلياس سعد أحد أبرز المواهب التونسية في ألمانيا من دون نسيان مرتضى بن وناس.

كل هذه الاختيارات تدفع الجماهير التونسية إلى التساؤل إلى أين سيصل حال المنتخب مع جلال القادري و إلى متى ستبقى جامعة كرة القدم تتحكم بالقرارات الفنية خاصة و أن الاستحقاق القادم هو كأس إفريقيا 2024 .