إيطاليا والجزائر على رأس قائمة المنتخبات غير المتأهلة لكأس العالم

يترقب عشاق كرة القدم انطلاق نهائيات كأس العالم 2022 في قطر على أحر من الجمر، والتي ستقام لأول مرة بدولة عربية، في وقت يتوقع فيه جميع المتابعين أن يكون لهذه النسخة نجاح باهر وتنظيم سيفوق الخيال، لما تم رصده من إمكانيات مالية ولوجستية ضخمة، مع نجاح قطر في تنظيم تظاهرات ومحافل سابقة آخرها كأس العرب للمنتخبات.                                                                           

 لئن يسجل مونديال قطر حضور عمالقة الساحرة المستديرة من مختلف القارات، فإن هذه النسخة "الاستثنائية" ستشهد غياب عدة منتخبات كبيرة، حيث ترصد لكم "الواو" من خلال تقريرها هذا، أهم المنتخبات الكبرى غير المتأهلة إلى كأس العالم قطر 2022.

صدمة بطل أوروبا

شكل انسحاب المنتخب الإيطالي من تصفيات كأس العالم قطر 2022 صدمة كروية غير مسبوقة، صدمة دوت مسامعها في كل بيت عاشق لكرة القدم، في وقت لم يتوقع أشد المتشائمين هذا السيناريو، بعد أن بدأت الترشيحات تصب في مصلحة "الطليان" لقيادة العالم من جديد، بعد أن نالت لقب كأس أمم أوروبا 2020.

ترك منتخب إيطاليا انطباعات إيجابية بعد أن توج بطلاً لليورو على حساب إنجلترا في قلب ملعب ويمبلي الشهير، وتحدث المحلّلون بعد ذلك على ولادة مشروع جديد وهوية حديثة للكرة الإيطالية بقيادة المدرب روبرتو مانشيني، قبل أن يصدم الجميع بخيبة غير مسبوقة.

عقّدت إيطاليا الأمور على نفسها في مشوار التصفيات المونديالية، بعد أن أهدر نجم تشيلسي جورجينيو ضربتي جزاء في مباراتين مهمتين أمام سويسرا، ما كلّف "الآزوري" في النهاية، احتلال المركز الثاني في المجموعة الثالثة خلف سويسرا، لينضم إلى مرحلة الملحق.

تلقى منتخب إيطاليا صفعة على أرضه أمام منتخب لم يترشح سابقاً لكأس العالم، وهو منتخب مقدونيا الشمالية، حين خسر في الملحق بهدف لصفر، ليجد نفسه للمرة الثانية على التوالي خارج كأس العالم، إذ لم تشارك أيضا في النسخة السابقة روسيا 2018. سددت إيطاليا 32 كرة على مرمى منتخب مقدونيا الشمالية، ديميتريفسكي حارس الأخيرة قدم مباراة عمره ووقف كجدار حديدي أمام خصم افتقد لهداف وقنّاص حقيقي.

لم ترحم الجماهير والصحافة الإيطالية "دموع" لاعبي منتخب بلادها ولا فرحة التتويج باليورو، حيث تصدرت التعليقات القاسية عناوين شبكات التواصل الاجتماعي والصحف والمواقع، التي رأت أن عدم التأهل للمونديال للمرة الثانية على التوالي بمثابة "نهاية العالم" و"إهانة".

نال منتخب إيطاليا لقب كأس العالم 4 مرات، غير أن البطولة تحولت اليوم إلى نذير شؤم لجماهير إيطاليا. يتوقف تاريخ المنتخب الإيطالي على الألقاب والبطولات التي توج بها على مدار سنوات طوال، بل استطاع أن يتواجد بين الكبار في أغلب الفترات.

المنتخب الإيطالي وصل إلى نهائي كأس العالم 6 مرات، حيث خسر اللقب عامي 1970 و1994، كما اقتنص الميدالية البرونزية في أرضه بمونديال 1990، والمركز الرابع في 1978.

منتخبات أوروبية عريقة خارج كأس العالم

تغيب منتخبات أوروبية عريقة كان يتوقع ظهورها في المونديال العربي، منها السويد وويلز و روسيا والتشيك وتركيا والنمسا.

فشل منتخب السويد في الوصول إلى كأس العالم، بعد أن بلغ ربع نهائي النسخة الماضية في روسيا، للمرة الأولى منذ عام 1994، بعد فوزه على سويسرا بهدف نظيف، لكن حلم بلوغ مونديال 2022 تبخر سريعاً بقيادة أسطورته زلاتان إبراهيموفيتش.

هذا ويواصل المنتخب التركي غيابه عن كأس العالم منذ مشاركته التاريخية في مونديال كوريا الجنوبية واليابان 2002، بعد وصوله للنصف النهائي، والمغامرة التشيكية بدورها لم تدُم طويلاً.

الجزائر ومصر أبرز الغائبين من قارة إفريقيا

لا زال حضور 5 منتخبات عن القارة الإفريقية في نهائيات كأس العالم يثير جدلاً واسعًا، إذ يرى الكثير أن القارة السمراء كسبت تقاليد كبيرة وصار لها تأثير كبير في عالم الساحرة المستديرة، الأمر الذي يسمح لها بزيادة عدد مقاعدها في المونديال، لتكون قيمة مضافة في البطولة.

تكلفة تأهل 5 منتخبات إفريقية فقط إلى كأس العالم، تسببت في غياب منتخبات عملاقة لتمثيل إفريقيا في المحفل العالمي، حيث انسحبت مصر والجزائر ونيجيريا وكوت ديفوار.

تحطمت أحلام منتخب الفراعنة في بلوغ المونديال للمرة الرابعة في مقتل، بسبب الاخفاق في ترجمة 3 ركلات ترجيح ضد بطل إفريقيا السنغال، في وقت أُعتبر فيه عدم وصول المنتخب الجزائري إلى كأس العالم قطر 2022 صدمة لا مثيل لها، حين سقط أمام منتخب الكاميرون قبل ثوان قليلة من صافرة النهاية، ليسجّل نجم ليون الفرنسي كارل توكو إيكامبي هدفاً ثانياً قاتلاً حسم بطاقة العبور لصالح الأسود غير المروّضة.

كان مصير منتخب نيجيريا المصنّف الثالثة إفريقياً والثلاثين عالمياً، والمتأهل سابقا في ست مرات إلى كأس العالم، مشابهاً إلى حد كبير مع مصير الجزائر، حين خطف منتخب غانا تعادلا إيجابيا من قلب لاغوس، فيما غادر منتخب كوت ديفوار تصفيات كأس العالم مبكرا حين خسر لقاء الحسم في مرحلة المجموعات ضد الكاميرون بهدف نظيف، ليفشل جيل ذهبي لمنتخب "الفيلة" بقيادة نجم ميلان الإيطالي فرانك كيسيي في الوصول إلى المونديال.

يعتبر غياب المنتخب الجزائري ضربة موجعة لكرة الإفريقية، في وقت يتطور فيه منتخب الخضر بشكل مذهل مع المدرب جمال بلماضي، حيث حافظ على سجله الخالي من الهزائم على مدار 35 مباراة.

فشل "الخضر" في الوصول إلى كأس العالم قطر 2022 جاء أيضا بعد السقوط المدوي في كأس أمم إفريقيا الكاميرون 2021، حين غادر منذ دور المجموعات وسط ذهول الجميع.

مفاجئتان من أثقل عيار في أمريكا الجنوبية

 على غرار بقية تصفيات مختلف القارات، سجلت منطقة أمريكا الجنوبية مفاجئتين من أثقل عيار، بانسحاب منتخبي تشيلي وكولومبيا. كانت كولومبيا قاب قوسين أو أدنى من المشاركة في الملحق العالمي، لكن نقطة وحيدة فقط حرمتها من ذلك، لتمنح كرة القدم فرصة المشاركة المونديالية لمنتخب بيرو الذي سيلعب الملحق ضد أحد المتأهلين إما الإمارات أو أستراليا.

سيحرم بذلك جمهور الساحرة المستديرة من غياب عديد النجوم عن كأس العالم قطر 2022 بسبب انسحاب كولمبيا، حيث يغيب لاعبون في حجم لويس دياز، نجم ليفربول، وخاميس رودريغيز، هداف مونديال البرازيل 2014، والمخضرم راداميل فالكاو الهداف التاريخي للمنتخب، حيث اختتمت كولومبيا بذلك عصرها الذهبي بفشل ذريع في تصفيات كأس العالم، بعد فترة وردية قاد فيها خاميس رودريغيز وفالكاو جيلاً مميزاً، أبهر الجميع في مونديال البرازيل قبل 8 أعوام.

كما منيت جماهير كرة القدم بصدمة ثانية في تصفيات أمريكا الجنوبية، بخروج منتخب تشيلي على غرار كولمبيا من دائرة المنافسة للوصول إلى مونديال قطر، حين حلت في المركز السابع برصيد 18 نقطة، في وقت سبق وأن شارك المنتخب التشيلي المصنف 28 عالمياً ضمن ترتيب الاتحاد الدولي لكرة القدم، في ثماني نسخ سابقة من كأس العالم.

ضم منتخب تشيلي لاعبون متميزون في مقدمتهم أليكسيس سانشيز وأرتورو فيدال وكلاوديو برافو في التصفيات المونديالية، في وقت نجحوا فيه بقيادة منتخب بلادهم إلى حصد بطولة أمريكا الجنوبية مرتين متتاليتين في 2015 و2016، لكن النجاح لم ينعكس إيجاباً على التصفيات المونديالية.