العديد من التقارير والدراسات العالمية أكدت أن جلّ العالم يعاني ومهدّد بسبب التغيرات المناخية، وتتعدّد أسباب هذه التغيّرات وتتنوّع ومنها التلوث، حيث أشارت منظمة الصحة العالمية وأكّدت في سنة 2016 في تقرير لها أنّ تونس العاصمة تعدّ في مقدمة المدن الأكثر تلوّثًا في العالم إلى جانب صفاقس وسوسة وبنزرت.
وبالإضافة للتقارير الدولية فإنّ العديد من الناشطين البيئيين قد أكّدوا أنّ الوضع البيئي في تونس صعب وهذا ما قاله الناشط البيئي حسام حمدي وأنّ الملف البيئي والمناخي هو من الملفات السيادية التي تهملها الدولة التونسية .
وفي غياب سياسات خضراء للتصدّي ومعالجة مشاكل التحوّلات البيئية والمناخية وتداعياتها على مستقبل الأجيال الحاضرة والقادمة ، قام العديد من النشطاء البيئيين بعديد المبادرات، ومنها ما قام وما يقوم به الناشط البيئي حسام حمدي، حيث انطلق في رحلة الـ 1300 كلم سيرًا على الأقدام سالكًا طريق الشريط الساحلي التونسي من الجنوب إلى الشمال من أجل قضايا بيئية، حيث يقوم بأنشطة بيئية من تنظيف وجمع الأوساخ والنفايات إلى التشجير وتأطير لنشطاء بيئيين.
أوضح وأكّد حسام أنّ المبادرات التي يقومون بها متعدّدة وشاملة، لأنّ المفاهيم البيئية مترابطة والتحولات المناخية في المستقبل ستكون لها تداعيات كبيرة وخطيرة على جميع الأصعدة وستمسّ كل المجالات. ومنها نذكر تحدّي الـ12 مليون شجرة حيث قام حسام حمدي ومجموعات من الشباب التونسي المنتشرين في كامل تراب الجمهورية التونسية في إعادة الحياة لغاباتنا وجبالنا التي واجهت عديد الحرائق الصائفة الفائتة.
ففي ظلّ التغيرات المناخية المحسوسة والملموسة فإنّ الغابات التونسية واجهت شبح الحرائق الصائفة الفائتة لتصبح عادة كل الفصول فأصبح يهدّد المجال الأخضر التونسي والثروات الطبيعية التي يحتويها.
وأضاف حسام أنّ عمليات التشجير التي يقومون بها لا تقتصر فقط على فعل التشجير، وإنّما هناك متابعة بعدها ويعمل أيضًا على تأطير وتوعية المتطوّعين، وأيضًا متساكني هذه الغابات لأهميّة التشجير والوعي بقيمة الشجرة والطبيعة الخضراء. لحسام فكرة ومشروع كامل ومراكمة فيما يخصّ التشجير، فهو يعمل على إنتاج وتطوير الوعي البيئي والوعي بأهميّة أن نحافظ على ثرواتنا الخضراء والطبيعية.
الجميل أيضًا في مثل هكذا مبادرات أنّ الجمعيات التي تقف وراء المبادرات -نذكر منها Soli&Green وTunisie Recyclage وTounes Clean up- تعمل على وضع برنامج ومشروع كامل ومتكامل، يعنى بالبيئة ومنه التوعية بأهميّتها وكيفية المحافظة عليها، وأيضًا ما يساهم في خلق ثروات بيئية أخرى وبديلة من خلال دورات تكوينية وتأطير للتلاميذ والإطارات التربوية القاطنين في مثل هذه المناطق إيمانًا منهم أنّ الأجيال القادمة هم أمل هذه ا لتغييرات.
وهذا ما يسمّى بالمدرسة الإيكولوجية (EcoSchool): وهي فكرة مشروع يتيح الفرصة للتلاميذ والأساتذة، ومختلف العناصر الفاعلة في المشروع تتمثّل في إحداث مشروع بيئي عملي في محيط المدرسة، وهي تجربة حيّة وفريدة تسمح لهم التعبير والدفاع عن السلوكيات وأنماط الح ياة التي تحترم البيئة، ومنه السماح للأساتذة بإدراج التربية البيئية في المناهج التعليمية لتقوية الرابط بين التلميذ ومحيطه البيئي.
حيث أكّد حسام على: ''أهمية إدراج التربية البيئية في المناهج التعليمية لتقوية الرابط بين التلميذ ومحيطه كذلك التوعية بأهمية بيئة سليمة والمحافظة عليها''. كذلك يهدف المشروع إلى توعية التلاميذ بالقضايا البيئية، وتعريفهم بتأثير سلوكياتهم على البيئة، وبالتالي تعزيز التربية من أجل المواطنة وتشجيعهم تغيير سلوكهم إلى سلوكيات تعمل على احترام البيئة وحمايتها.
نجح حسام حمدي والمجموعات الشابة المتطوّعة في إحداث هذا التغيير ويدعو الجميع بمختلف شرائحهم وأعمارهم مواكبة هذه المبادرات ومد يدً العون لتحقيق المستقبل الأخضر والصحي الذي نستحقه.